الريحان أحد النباتات العطرية وله انواع عديدة، ولكل نوع عدة اسماء. وتكاد جميع الانواع تتشابه في التركيب الكيميائي وفي التأثير الدوائي وهو نبات يانع جميل اوراقه بسيطة وازهاره كثه على هيئة حماحم بألوان مختلفة فمنها البنفسجي الزاهي والابيض.
وقد عرف الريحان بأنه كل نبت طيب الريح وكل بلد تخصه بشيء يهم شؤون حياتها وقد استعمل الريحان كتابل لعدة قرون.
يعرف الريحان علمياً باسم Ocimum basilicum وتهتم العرب بالريحان وبالأخص شبه الجزيرة العربية فقد عرفوه منذ القدم وورد ذكره في الشعر ومما قيل في وصفه:
وريحان تميس به غصون يطيب بشمه شرب الكؤوس كسودانٍ لبس ثياب خزّ وقد كانوا مكاشيف الرؤوس
وقال مؤيد الدين الطفرائي فيه:
مراضيع من الريحان تسقى سقيط الطل او در العهاد
ملابسهن خضر مشبعات تشير بزيهن الى السواد
اذا ذرت عليها المسك ريح وجاد بفيضهن يد الغوادي
تخللها الرياح فسرحتها صنيع المشط في اللمم الجعاد
جرت وهنا بها وسرت عليها فطاب نسيمها في كل وادي
وقد ورد ذكر الريحان في القرآن الكريم حيث يقول جل من قائل: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ}.
كما ورد ذكره في الحديث النبوي فعنه صلى الله عليه وسلم انه قال: "من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة" .
قد عرف في أوروبا واطلق عليه لقب "العشبة الملكية" واستعمل آنذاك كدواء له مزايا كثيرة واشتهر في بريطانيا خاصة لصفاته العطرية.
قال عنه ابن سينا "ينفع من البواسير طلاءً بعد ان يدق طازجاً او يؤخذ دهنه ويصير مرهماً فإنه نافع للنفخ العارض للمعدة".
وقيل عنه في الطب القديم، ان شمه ينفع الصداع، وهو يجلب النوم وبذره حابس للاسهال الصفراوي، ومسكن للمغص، ومقوٍ للقلب ونافع للأمراض السوداوية.
وقيل زهرته منشطة ومهضمة وهي احسن ما يوصى به لتمدد المعدة وارتخائها، ويؤخذ نقيعها. واخذ نقيع الاوراق والازهار بارداً يمنع القيئ وساخناً يمنع المغص.
أما في الطب الحديث فيعتبر من المنبهات الهاضمة ومضاد للتشنج وقد قامت شركات كبيرة في الولايات المتحدة بزراعة واستثمار انواع الرياحين حيث يستخلص زيته العطري بشكل تجاري ويصدر الى معظم بلدان العالم، كما تستخدم اوراقه طازجة او منقوعة او مغلية لعلاج كثير من الامراض.
ويوجد منه مستحضرات كثيرة تستخدم على نطاق واسع لتطبل البطن والشبع ولتنشيط الشهية ولتحسين عملية الهضم وكمدر.
وفي الطب الصيني يستخدم الريحان على نطاق واسع حيث يستخدم لمشاكل الكلى وتقرحات اللثة.
وفي الطب الهندي يستخدم الريحان لعلاج آلام الاذن والمفاصل والامراض الجلدية والملاريا.
اما زيت الريحان النقي المفصول من النبات فيستخدم في النطاق الشعبي لعلاج الجروح وآلام الروماتزم والبرد واحتقان المفاصل وآلامها والاجهاد.
كما يستخدم منقوع ورق الريحان لمنع تساقط الشعر.
ولأن الريحان او زيت الريحان يحتوي على نسبة من مركب الاستراجول فإنه ينصح بعدم استخدامه من قبل النساء الحوامل كما ينصح بعدم استخدامه من قبل الاطفال تحت سن الثانية.
يستعمل الريحان مع الغذاء كتابل جيد حيث تضاف اوراقه الى السلطات ويدخل كثيراً في عمل الحساء والسجك وتدخل اوراقه الاطعمة المطبوخة ويستعمل زيته الطيار في العطورات والمشروبات.
يستخدم الريحان في بعض مناطق الخليج العربي للزينة حيث تستعمله النساء والرجال على حد سواء وكذلك الاطفال الصغار ويهتمون بزراعته وله سوق كبير ويستعمل عادة في المناسبات مثل الزواجات والاعياد والافراح.
ويستخدم لاعطاء الملابس والاثاث رائحة عطرية فواحة حيث يوضع داخل الملابس وبين ثنايا الفراش.
وكانت النساء في قديم الزمان وحتى الوقت الحاضر يضعن في رؤوسهم اغصانا جميلة من الريحان كما يضعن في حلوقهن بعض اغصان الريحان الملونة الجذابة بشكلها وبرائحتها