من بين 8 مباريات يشهدها إياب ثمن نهائي دوري أبطال إفريقيا, منها ثلاث ديربيات عربية سيكون الديربي المصري الليبي بين الأهلي والإتحاد الأقوى و الأهم والأكثر تشويقاً وإثارة.
كبيرا كرة القدم في أرض الكنانة و أرض شيخ المجاهدين يدخلان اللقاء من أجل انتزاع بطاقة التأهل لدور المجموعات في البطولة التي أحرزها فرسان الجزيرة الحمر في ست مناسبات بينما كان أفضل إنجازات عميد الكرة الليبية التأهل إلي نصف النهائي ومغادرة البطولة أمام الأهلي ذاته في نصف النهائي بعد التعادل في ملعب 11 يونيو والخسارة في القاهرة بهدف المدافع أسامة الحمادي.
نتيجة لقاء الذهاب التي انتهت لمصلحة زملاء قيدوم الإتحاد سمير عبود بهدفي المدافع يونس الشيباني والمهاجم أحمد الزوي, تعطي أفضلية نسبية للبطل المطلق لكرة القدم الليبية في الآونة الأخيرة ,حيث يملك الفريق أكثر من فرصة لانتزاع بطاقة التأهل علي حساب الأهلي منها الفوز أو التعادل أو الخسارة بفارق هدف أو حتى الخسارة بفارق هدفين بشرط التسجيل ويملك كذلك فرصة لاقتلاع التأهل بفارق الركلات الترجيحية حال خسارته بهدفين دون رد.
الأهلي يدخل اللقاء بفرصتين لا ثالث لهما, الأولي الفوز بفارق ثلاثة أهداف و التأهل المباشر لدوري المجموعات و الثانية الفوز بهدفين دون رد والاحتكام لركلات الترجيح من نقطة الجزاء علها تبتسم له و تمنحه بطاقة ربع النهائي و تخذل شقيقه ومنافسة علي عكس ما حدث في لقاء الدور الأول الذي بلغه فريق المدرب الصربي ميودراج ليسيتش بعد التفوق علي شقيقه الدفاع الحسني الجديدي المغربي خارج قواعده بعد لوحة إبداع وتألق من حارسه المخضرم سمير عبود.
نتيجة لقاء الذهاب والعزيمة والإصرار التي ظهرت علي ملامح نجوم "التيحه" منذ البداية والخبرة والتجربة والحضور الجماهيري الكبير المتوقع من جماهير الأهلي هما سلاح الفريقين لبلوغ دوري المجموعات، والود والحب والروح الرياضية التي تظهر دوماً في مواجهات البلدين العربيين الجارين هو أمل كل جماهيرهما بعيداً عن هوية المتأهل الذي يبقي من أبناء لغة الضاد في جميع الأحوال.
وبعيداً عن نتيجة اللقاء تبقي عوامل مشتركة كثيرة بين الفريقين منها اللون الأحمر المميز لكلا العريقين كلاً في بلده وكذلك التألق الكبير والسيطرة الواضحة علي الكرة المحلية في مصر وليبيا ممثلة في إحراز الأهلي لقب الدوري لست سنوات متتالية ورفع رصيده إلي 35 لقب (رقم قياسي) وهو ما يتكرر في بلد أحفاد المجاهد الكبير عمر المختار حيث بات فوز "الحمر" بلقب الدوري للمرة السادسة علي التوالي الخامسة عشرة في تاريخهم مسألة وقت بعد أن رفع الفريق رصيده للنقطة رقم 51 وبفارق 8 نقاط كاملة عن خليج سرت الوصيف.
لا ننسي كذلك وجود روابط من الإخوة و الصداقة التاريخية بين الناديين الشقيقين ممثلة في تولي الراحل الكبير ثابت البطل مهام إدارة الكرة فيهما وكذلك تولي أنور سلامة احد أبناء مدرسة التدريب الأهلاوية لمنصب المدير الفني للفريق منذ فترة ليست بعيدة، ناهيك عن قدوم أحمد المصلي احد نجوم الإتحاد و الكرة الليبية للتعاقد مع الأهلي في فترة سابقة قبل أن تحول الإصابة في إتمام التعاقد معه والذي يلعب الآن لفريق المدينة الذي سبق أن تقابل مع الأهلي في السبعينات.
وللتأكيد علي عمق ودور وتأثير الرياضة عموماً و كرة القدم خصوصاً في التقريب بين الأشقاء نذكر الجميع بأن لقاء الفريقين في بطولة إفريقيا أبطال الدوري عام 1990 في طرابلس كانت سبباً في إذابة الجليد بين الدولتين الشقيقتين وذلك عندما أصر الزعيم معمر القذافي علي حضور الشوط الثاني من اللقاء- الذي أنهاه الأهلي بثلاثية دون رد – و نزل عقب اللقاء و صافح الفريقين و التقط الصور التذكارية معهما رغم أن العلاقات الدبلوماسية كانت مقطوعة وقتها بين الجارتين اللاتين تربطهما أواصر الإخوة و الصداقة و الجهاد المشترك ضد المحتلين.
هنا في مصر تتمنى جماهير الأهلي التأهل لفريقها وتأمل في تكرار ما حدث أمام أفريكا سبور الإيفواري في ثمن نهائي هذه البطولة في مسماها القديم عام 1987 عندما خسر الأهلي بهدفين في أبيدجان قبل أن يفوز في القاهرة بهدفي حسام حسن وعلاء ميهوب ثم يجتاز هذه العقبة بفارق ركلات الترجيح قبل أن يكمل مشواره و يتجاوز كوتوكو الغاني في نصف النهائي ثم شقيقة الهلال السوداني في النهائي.
وفي أرض شيخ المجاهدين يتمني أنصار الاتحاد تأهل فريقهم الكبير لدوري المجموعات بعد أن حقق فوزه الأول طوال تاريخه علي الأهلي في الذهاب بهدفين دون رد, و يتطلعون إلي مواصلة مشواره في البطولة لتحقيق أفضل إنجازات الكرة الليبية